حرب تجارية وشيكة- رسوم أمريكية وصينية تهدد الاقتصاد العالمي.

أعلن البيت الأبيض اليوم عن سريان مفعول الرسوم الجمركية المفروضة على البضائع الصينية، والتي تصل نسبتها إلى 104%. وفي المقابل، أعلنت الصين عن عزمها على المواجهة والدفاع عن مصالحها حتى النهاية إذا أصرت الولايات المتحدة على المضي قدماً في خططها لزيادة الرسوم الجمركية، الأمر الذي يهدد بتحويل العلاقة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم إلى حرب تجارية شاملة وواسعة النطاق. وفي تصعيد حاد للتوترات التجارية القائمة، صرحت وزارة التجارة الصينية اليوم بأنها سترد بقوة وحزم إذا نفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تهديداته بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على مجموعة واسعة من السلع والمنتجات الصينية. وأكد متحدث رسمي باسم وزارة التجارة الصينية أنه "إذا أصرت الولايات المتحدة على تطبيق هذه الإجراءات الجمركية التصعيدية، فإن الصين ستتخذ تدابير مضادة قوية وحاسمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة". وأضاف المتحدث، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «فاينانشال تايمز» واطلعت عليه «العربية Business»، أن "الصين ستقاتل حتى النهاية إذا أصرت الولايات المتحدة على سلوك هذا المسار الأحادي الجانب". يأتي هذا الخلاف المتصاعد بين بكين وواشنطن في ظل اقتراب موعد تفعيل ما يسمى بـ "الرسوم الجمركية المتبادلة" على العديد من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، والمقرر دخولها حيز التنفيذ في التاسع من أبريل الجاري. وفي سياق متصل، أفاد وزير الخزانة الأمريكية بأنه قد نصح ممثلي الدول الأجنبية المعنية بالحفاظ على الهدوء وتجنب أي تصعيد للوضع، ودعاهم إلى التقدم بمقترحات محددة ومفصلة إلى إدارة واشنطن حول كيفية التخطيط لخفض التعريفات الجمركية وإزالة الحواجز غير الجمركية ووقف التلاعب بالعملة وتقديم الدعم. وأشار إلى أن "الرئيس ترمب سيكون مستعداً لبدء المفاوضات في مرحلة ما". وأضاف قائلاً: "لقد وصلنا إلى الحد الأقصى للرسوم الجمركية، وأتوقع أن تمكننا المفاوضات الناجحة من تحقيق خفض تدريجي لها. ومع ذلك، فإن الكثير سيعتمد على الدول الأخرى، إذ يعتزم الرئيس ترمب المشاركة في هذه العملية، وهو، مثل الكثيرين منا، مقتنع بأن شروط التجارة المتبادلة كانت غير عادلة حتى الآن، لذلك من المتوقع أن تكون المفاوضات صعبة ومعقدة".